الثلاثاء، 15 يوليو 2025

زيارة عاشوراء


 

زيارة عاشوراء

نص الزيارة:

«السَّلامُ عليكَ يا أبا عبدِ الله، السَّلامُ عليكَ يا ابنَ رسولِ الله، السَّلامُ عليكَ يا ابنَ أميرِ المؤمنين، وابنَ سيِّدِ الوصيِّين، السَّلامُ عليكَ يا ابنَ فاطمةَ سيِّدةِ نساءِ العالمين، السَّلامُ عليكَ يا ثارَ اللهِ وابنَ ثأرِهِ، والوِترَ المَوتُور، السَّلامُ عليكَ وعلى الأرواحِ التي حلَّت بفنائك، عليكم منِّي جميعًا سلامُ الله أبدًا ما بقيتُ وبقيَ الليلُ والنَّهارُ...»

  • اخترنا لك من موقع السقيفة:

خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد

وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ

ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت

ثم تقول مئة مرة:

اللَّهُمَّ العنْ أوّلَ ظالمٍ ظلمَ حقَّ محمد وآلِ محمد وآخر تابعٍ لهُ على ذلك اللَّهُمَّ العن العصابةَ التي جاهدتِ الحسين وشايعَتْ وبايعَتْ وتابعَتْ على قَتلِهِ اللَّهُمَّ العنهم جميعاً.

ثم تقول مئة مرة:

السَّلام عليكَ يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك عليك منِّي سلامُ الله أبداً ما بقيتُ وبقيَ اللّيلُ والنهارُ ولا جعلهُ الله آخرَ العهدِ منِّي لزيارتكم السَّلام على الحُسين وعلى عليٍّ بن الحُسين وعلى أولاد الحُسين وعلى أصحاب الحُسين.

ثم تقول:

اللَّهُمَّ خُصَّ أنت أول ظالمٍ باللّعن منِّي وابدأ به أولاً ثمَّ العن الثَّاني والثَّالث والرَّابع اللَّهُمَّ العنْ يزيدَ خامساً والعن عُبيد الله بن زياد وابن مَرجانة وعُمر بن سعدٍ وشمراً وآلَ أبي سُفيان وآلَ زياد وآلَ مروان إلى يوم القيامة. ثم تسجد وتقول:

((اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ حَمدَ الشَّاكرين لكَ على مُصابهم الحمدُ لله على عظيم رزيَّتي اللَّهُمَّ ارزقني شفاعة الحُسين يوم الوُرودِ وثبِّتْ لي قدمَ صدقٍ عندك مع الحُسين وأصحاب الحُسين الذين بذَلوا مُهجهمْ دُونَ الحُسين عليه السلامُ.))

من المقصود بالأول والثاني والثالث والرابع:

ثم تمضي الزيارة في لعن جماعي لأقوامٍ وأشخاص بأسمائهم وأوصافهم، ويتكرر فيها اللعن على:

ـ «الأول والثاني والثالث والرابع»

ـ «آل أبي سفيان، آل زياد، آل مروان»

ـ ويُعلن البراءة من «الأمم» التي قاتلت أو مهدت لقتال الحسين رضي الله عنه.

من المقصود بالأول والثاني والثالث والرابع؟

المقصود بـ"الأول" هو صِهرُ رسولِ الله ﷺ، وصاحبُه في الغار، وضجيعُه في القبر: أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه.

و"الثاني" هو صهرُه أيضًا، ورفيقُ دربه، وعدلُه في الإسلام: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

و"الثالث" هو الخليفةُ الراشد، شهيدُ الدار: عثمان بن عفان رضي الله عنه.

أما "الرابع" فهو خالُ المؤمنين، وكاتبُ وحيِ النبي ﷺ: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

سؤال موجه إلى شبكة رافد الشيعية:

عن المقصود بالأول والثاني والثالث والرابع، فكان الجواب:

"الثلاثة الذين ادّعوا الخلافة قبل الإمام عليّ عليه السلام، والرابع هو معاوية بن أبي سفيان."

ثم فوجئتُ بإجابةٍ من علي الميلاني، أحد أبرز علمائهم، حين سُئل السؤال ذاته، فأجاب:

"المقصود بالأول: النمروذ، والثاني: عاقر ناقة صالح، والثالث: قاتل الإمام عليّ!"

وهو جوابٌ ملتفٌّ ومخادع، يستخدم فيه التقيّة، ويتجنبُ التصريح بما يؤمنون به، كما أظهرته المصادرُ الشيعية ذاتها.

وقد أرسلتُ ذات السؤال مجددًا، فجاءني الردّ مجددًا بنفس العبارة الأولى، مما شكّل لي صدمةً حقيقية، وقلتُ في نفسي:

ما أجرأ هذه الطائفة على أصحاب رسول الله الأبرار المرضيّين بنصِّ القرآن الكريم!

ألا يستحون من الله تعالى؟

كيف يتقربون إليه بلعنِ حملةِ رسالتِه، ومُبلِّغيها إلى الأمم، وأنصارِ نبيِّه، وطلائعِ أمتِه؟!

ألا يخجلون من النبي ﷺ، وقد قال:

«لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»

إنه تحذيرٌ نبويٌّ صريح، دلّ على علم النبي ﷺ بما سيحدث لاحقًا من الطعن في أصحابه، فجاء التحذير منه مبكرًا.

لكن الشيعة ـ هداهم الله ـ لا يؤمنون بهذه الأحاديث، ولا يثقون بدواوين السنّة، كـ الصحيحين، والسنن الأربعة، والمسانيد، بل يُكفِّرون من نقلها كأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وغيرهم، ويرمونهم بالكذب والارتداد!

وفي المقابل، يثقون بمن جُرحوا أو لُعنوا في مصادرهم، مثل:

زرارة، محمد بن سنان، المعلى بن خنيس، أبو بصير، هشام بن الحكم، وغيرهم... هؤلاء يستأمنونهم على علم آل البيت، ولا يستأمنون صحابةَ النبي الذين زكّاهم الله وأثنى عليهم ورضي عنهم!

وأخيرًا، أقول لعلي الميلاني:

لا تكذب، فإن الكذب حرام،

وتوقّف عن خداع الناس بالتقيّة، فقد انكشفتم، وظهرت الحقيقة، وما بعد الحق إلا الضلال.

 المصدر: موقع السقيفة

الخوئي وصدر المتألهين: لا مانع من التزام التجسيم الإلهي؟

  


يثير بعض الباحثين تساؤلات حول مواقف كبار علماء الشيعة مثل الخوئي وصدر المتألهين الشيرازي من مسألة تجسيم الذات الإلهية، وهي من المسائل العقدية الخطيرة التي تصدّى لها علماء أهل السنة عبر القرون.

  • اخترنا لك من موقع السقيفة:

خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد

وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ

ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت

 

فيما يخص صدر المتألهين، فهو يرى أن "الوجود المطلق" الذي هو الله عنده يتضمن كل مراتب الوجود، بما فيها ما يُطلق عليه "الجسم المثالي" أو "الهيكل العقلي"، لذلك لا يرى مانعًا من وصف الذات الإلهية بـ"الجسم". وهذا ما يجعل كثيرًا من علماء أهل السنة يعدّون هذا القول من شُبَه التجسيم والتشبيه.

أما الخوئي، أنه لا يمنع هذا الرأي، بل أن بعض نصوصه توحي بعدم الإنكار الصريح له، أو السكوت عن هذه الفكرة، ما يُفسّر على أنه يوافق على فكرة التجسيم الالهي.

ومع خطورة هذا الباب، فإن عقيدة أهل السنة والجماعة واضحة في نفي التجسيم عن الله تعالى، لأن الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ولم يصف نفسه بالجسم لا في كتابه ولا على لسان نبيه ، بل ثبت أن السؤال عن الكيف بدعة، والقول بالجسم ضلالة.

المصدر: موقع السقيفة

الرجوع إلى السنة والنجاة من البدعة

 

  نبذة عن البحث:

فإنه ولما كان معتقد الإباضية منبوذا في بقاع الأرض مرفوضا لدى أهل الفطر، عمد أهله إلى نشر معتقدهم الفاسد بإزار سني، لعلهم يجدون قبولا لمنهجهم المنبوذ وعقدهم المرفوض، فوضعوا مذكرة تجمع بين منهج الإباضية وعقيدة الأشعرية في مبحث الصفات، فركبوا على الأشعرية لمَّا توافقوا في تعطيل الإله الحق عن صفاته، ليصلوا إلى قلوب الناس، ولو كانوا يرون سلامة منهجهم لما تنكروا له في نشره.

  • اخترنا لك من موقع السقيفة:

خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد

وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ

ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت

 

وقد توصلت بهذه المذكرة من أحد الشيوخ الدعاة إلى السنة حفظه الله، وطلب مني نقدها نقدا موجزا غير مخل، فأجبت طلبه، فأسأل الله لي وله ولوالدينا وجميع المسلمين الأجر والثواب.

ثم أردت بداية أن يكون نقدي للمذكرة عبارة عن شرحها شرحا نقديا كما فعل شيخ الإسلام في الأصفهانية، فأشار عليَّ الشيخ أن ذلك سيطول، وأن أكتفي بذكر المخالفات فيها ونقدها، فأحببت ذلك، وهذا كما فعل شيخ الإسلام في تلبيس الجهمية، وكما فعل في الاستقامة، والله الموفق المعين لكل خير.

وطريقة النقد التي اعتمدتها، أني أنقد ما ذكره هو مجملا بالتفصيل، ثم عند تفصيله للمجمل فإما أن أقف على بعض عباراته، أو أعرض عنها لكونها داخلة في المنقود الأول.

وبما أن مؤلف المذكرة مالكي وأنا على مذهب الإمام مالك في الأصول والفروع أحب أن أبدأ ردي على مذكرته بنقل كلام الإمام مالك رحمه الله في مسائل الإعتقاد:

1: أخرج الهروي عن الشافعي قال: (سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال: "محال أن يُظَنَّ بالنبي r أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد"، والتوحيد ما قاله النبي r: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله"، فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد).

2: أخرج الدارقطني، والآجري، والبيهقي، وابن عبد البر، عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا: "أمروها كما جاءت"([1])

3: أخرج أبو نعيم في "الحلية"([2]) والصابوني في "عقيدة السلف أصحاب" الحديث"([3]) من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك، وابن عبد البر في "التمهيد"([4]) من طريق عبد الله بن نافع عن مالك، والبيهقي في "الأسماء والصفات"([5]) من طريق عبد الله بن وهب عن مالك، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"([6]) "إسناده جيد" وصححه الذهبي في "العلو" (ص 103) (جَاءَ رجل إِلَى مَالك فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ كَيفَ اسْتَوَى؟؟ قَالَ فَمَا وجد مالك من شَيْء ما وجده من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء - يَعْنِي الْعرق ثم رفع رأسه ورمى العود وَقَالَ: الكيف منه غير مَعْقُول والاستواء مِنْهُ غير مَجْهُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة وَأظنك صاحب بدعة، وأُمر به فأُخرج).

4: أخرج أبو داوود([7]) وعبد الله بن أحمد([8]) وابن عبد البر([9]) والقاضي عياض([10]) والمكي ابن أبي طالب فيما جمعه من تفسير مالك نفسه، عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: "الله في السماء وعلمه في كل مكان".

وغير ذلك من نصوص ثابتة عن الإمام مالك لا يرضاها هذا المالكي عقيدة له ولا دينا.

عنوان المذكرة: تقريب العقائد السنية([11])، ومن قرأها يرى أنها تقرب عقائد الفلاسفة وأهل الكلام وتُبعّد عن السنة وكتاب الله، ولذا سميت الرد بـ "الرجوع إلى السنة" وذلك يكون بالاعتماد على الوحيين دون غيرهما في العقيدة، والنجاة من البدعة العقائدية كبدع الفلاسفة وأهل الكلام.

___________________________________________

([1])  الدارقطني في "الصفات ص75" والآجري في "الشريعة ص314" والبيهقي في "الاعتقاد ص118" وابن عبد البر في "التمهيد 7/149"

([2])  "الحلية" (ج6 ص325-326)

([3])   "عقيدة السلف" (ص17-18)

([4])  "التمهيد" (ج7 ص151)

([5])  "الأسماء والصفات" (ص407)

([6])  "فتح الباري" (ج13 ص406-407)

([7])  "مسائل الإمام أحمد ص263"

([8])  "السنة ص11 بالطبعة القديمة"

([9])  "التمهيد ج7 ص138"

([10]) "ترتيب المدارك ج2 ص43"

([11]) مؤلفها هو: محمد عليش المالكي، لم يأت فيها بجديد غير أنه اختصر شرح ميارة على مقدمة ابن عاشر

فِيمَا ورد من كَلَام الْعَرَب وَالصَّحَابَة فِي فَضل أبو بكر

 فِيمَا ورد من كَلَام الْعَرَب وَالصَّحَابَة فِي فَضل أبو بكر


 

أخرج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت لم أَعقل أَبَوي قطّ إِلَّا وهما يدينان الدّين وَلم يمر علينا يَوْم إِلَّا يأتينا فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طرفِي النَّهَار بكرَة وعشيا فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ خرج أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ نَحْو أَرض الْحَبَشَة مُهَاجرا حَتَّى إِذا بلغ برك الغماد أَي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسرهَا وبالغين الْمُعْجَمَة الْمَكْسُورَة وَقد تضم وَاد فِي أقاصي هجر قَالَه الزَّرْكَشِيّ وَقَالَ غَيره مَدِينَة بِالْحَبَشَةِ لقِيه ابْن الدغنة وَهُوَ سيد القارة فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ يَا أَبَا بكر فَقَالَ أَبُو بكر أخرجني قومِي فَأُرِيد أَن أسيح فِي الأَرْض وأعبد رَبِّي فَقَالَ ابْن الدغنة فَإِن مثلك لَا يخرج وَلَا يخرج إِنَّك تكسب الْمَعْدُوم وَتصل الرَّحِم وَتحمل الْكل وتقري الضَّيْف وَتعين على نَوَائِب الْحق فَأَنا لَك جَار فَارْجِع واعبد رَبك ببلدك فَرجع وارتحل مَعَه ابْن الدغنة فَطَافَ ابْن الدغنة عَشِيَّة فِي أَشْرَاف قُرَيْش فَقَالَ لَهُم إِن أَبَا بكر لَا يخرج مثله وَلَا يخرج رجل يكْسب الْمَعْدُوم ويصل الرَّحِم ويقري الضَّيْف ويعين على نَوَائِب الْحق فَلم تكذب قُرَيْش لجوار ابْن الدغنة الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه من الخصوصيات لأبي بكر مَا لَا يخفي على من تَأمله فَإِنَّهُ اشْتَمَل على هجرته مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَمَا وَقع لَهُ فِي تِلْكَ السفرة من المآثر والفضائل والكرامات والخصوصيات الَّتِي لم يَقع نَظِير وَاحِدَة مِنْهَا لغيره من الصَّحَابَة وَيَنْبَغِي لَك أَن تتأمل فِيمَا وَصفه بِهِ ابْن الدغنة بَين أَشْرَاف قُرَيْش من تِلْكَ الْأَوْصَاف الجليلة المساوية لما وصفت بِهِ خَدِيجَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسكت أَشْرَاف قُرَيْش على تِلْكَ الْأَوْصَاف وَلم يطعنوا فِيهَا بِكَلِمَة مَعَ مَا هم متلبسون بِهِ من عَظِيم بغضه ومعاداته بِسَبَب إِسْلَامه فَإِن هَذَا مِنْهُم اعْتِرَاف أَي اعْتِرَاف بِأَن أَبَا بكر كَانَ مَشْهُورا بَينهم بِتِلْكَ الْأَوْصَاف شهرة تَامَّة بِحَيْثُ لَا يُمكن أحد أَن يُنَازع فِيهَا وَلَا أَن يجْحَد شَيْئا مِنْهَا وَإِلَّا لبادروا إِلَى جَحدهَا بِكُل طَرِيق أمكنهم لما تحلوا بِهِ من قَبِيح الْعَدَاوَة لَهُ بِسَبَب مَا كَانُوا يرَوْنَ مِنْهُ من صدق ولائه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعظم محبته لَهُ وذبه عَنهُ كَمَا مر طرف من ذَلِك فِي شجاعته.

  • اخترنا لك من موقع السقيفة:

خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد

وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ

ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت

 شهادة عظماء الصحابة في حقه:

وَأخرج البُخَارِيّ أَن عمر قَالَ أَبُو بكر سيدنَا وَالْبَيْهَقِيّ أَنه قَالَ لَو وزن إِيمَان أبي بكر بِإِيمَان أهل الأَرْض لرجح بهم وَعبد الله بن أَحْمد أَنه قَالَ إِن أَبَا بكر كَانَ سَابِقًا مبرزا ومسدد فِي مُسْنده أَنه قَالَ لَوَدِدْت أَنِّي شَعْرَة فِي صدر أبي بكر وَابْن أبي الدُّنْيَا وَابْن عَسَاكِر أَنه قَالَ وددت أَنِّي من الْجنَّة حَيْثُ أرى أَبَا بكر وَأَبُو نعيم أَنه قَالَ لقد كَانَ ريح أبي بكر أطيب من ريح الْمسك وَابْن عَسَاكِر عَن عَليّ أَنه دخل على أبي بكر وَهُوَ مسجى فَقَالَ مَا أحد لَقِي الله بِصَحِيفَة أحب إِلَيّ من هَذَا المسجى.

وَابْن عَسَاكِر عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حَدثنِي عمر بن الْخطاب أَنه مَا سَابق أَبَا بكر إِلَى خير إِلَّا سبقه أَبُو بكر)

وَالطَّبَرَانِيّ فِي عَن عَليّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا استبقنا إِلَى خير قطّ إِلَّا سبقنَا إِلَيْهِ أَبُو بكر.

مكانته عند الله والنبي:

وَابْن سعد عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحسان (هَل قلت فِي أبي بكر شَيْئا) فَقَالَ نعم فَقَالَ (قل وَأَنا أستمع) فَقَالَ

(وَثَانِي اثْنَيْنِ فِي الْغَار المنيف وَقد *** طَاف الْعَدو بِهِ إِذْ صعد الجبلا)

(وَكَانَ حب رَسُول الله قد علمُوا *** من الْبَريَّة لم يعدل بِهِ رجلا)

فَضَحِك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ثمَّ قَالَ (صدقت يَا حسان هُوَ كَمَا قلت)

وَهَذَا يصلح أَن ينظم فِي سلك الْأَحَادِيث السَّابِقَة لَكِن لإرساله أَخَّرته إِلَى هُنَا.

4. أوصافه الخُلُقية والإنسانية:

وَابْن سعد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ كَانَ أَبُو بكر يُسمى الأواه لرأفته وَرَحمته

وَابْن عَسَاكِر عَن الرّبيع بن انس قَالَ مَكْتُوب فِي الْكتاب الأول مثل أبي بكر مثل الْقطر أَيْنَمَا وَقع نفع.

وَقَالَ نَظرنَا فِي صحابة الْأَنْبِيَاء فَمَا وجدنَا نَبيا كَانَ لَهُ صَاحب مثل أبي بكر وَأخرج عَن الزُّهْرِيّ أَنه قَالَ من فضل أبي بكر أَنه لم يشك فِي الله سَاعَة قطّ واخرج عَن أبي حُصَيْن قَالَ مَا ولد لآدَم فِي ذُريَّته بعد النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ أفضل من أبي بكر وَلَقَد قَامَ أَبُو بكر يَوْم الرِّدَّة مقَام نَبِي من الْأَنْبِيَاء والدينوري وَابْن عَسَاكِر عَن الشّعبِيّ قَالَ خص الله أَبَا بكر بِأَرْبَع خِصَال لم يخص بهَا أحدا من النَّاس سَمَّاهُ الصّديق وَلم يسم أحدا الصّديق غَيره وَهُوَ صَاحب الْغَار مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورفيقه فِي الْهِجْرَة وَأمره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصَّلَاةِ والمسلمون شُهُود.

وَابْن أبي دَاوُد عَن أبي جَعْفَر قَالَ كَانَ أَبُو بكر يسمع مُنَاجَاة جِبْرِيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يرَاهُ.

وَالْحَاكِم عَن ابْن الْمسيب قَالَ كَانَ أَبُو بكر من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَان الْوَزير فَكَانَ يشاوره فِي جَمِيع أُمُوره وَكَانَ ثَانِيَة فِي الْإِسْلَام وثانيه فِي الْغَار وثانيه فِي الْعَريش يَوْم بدر وثانيه فِي الْقَبْر وَلم يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقدم عَلَيْهِ أحدا وَالزُّبَيْر بن بكار وَابْن عَسَاكِر عَن مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ قَالَ كَانَ أَبُو بكر أحد عشرَة من قُرَيْش اتَّصل بهم شرف الْجَاهِلِيَّة بشرف الْإِسْلَام فَكَانَ إِلَيْهِ أَمر الدِّيات وَالْغُرْم وَذَلِكَ أَن قُريْشًا لم يكن لَهَا ملك ترجع الْأُمُور إِلَيْهِ بل كَانَ فِي كل قَبيلَة ولَايَة عَامَّة تكون لرئيسها فَكَانَت فِي بني هَاشم السِّقَايَة والرفادة وَمعنى ذَلِك أَنه لَا يَأْكُل وَلَا يشرب أحد إِلَّا من طعامهم وشرابهم وَكَانَت فِي بني عبد الدَّار الحجابة واللواء والندوة أَي لَا يدْخل الْبَيْت أحد إِلَّا بإذنهم وَإِذا عقدت قُرَيْش راية حَرْب عقدهَا لَهُم بَنو عبد الدَّار وَإِذا اجْتَمعُوا لأمر إبراما ونقضا لَا يكون اجْتِمَاعهم لذَلِك إِلَّا فِي دَار الندوة وَلَا ينفذ إِلَّا بهَا وَكَانَت لبني عبد الدَّار

5. مواقفه في الإسلام:

وَلَقَد أحسن النَّوَوِيّ فِي تهذيبه حَيْثُ ترْجم فِيهِ الصّديق بترجمة حَسَنَة أَشَارَ فِيهَا مَعَ اختصارها إِلَى كثير من غرر فضائله ومواهبه الَّتِي قدمتها مبسوطة مستوفاة فَقَالَ من جُمْلَتهَا أَجمعت الْأمة على تَسْمِيَته بِالصديقِ لِأَنَّهُ بَادر إِلَى تَصْدِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولازم الصدْق فَلم يَقع مِنْهُ هناة وَلَا وَقْفَة فِي حَال من الْأَحْوَال وَكَانَت لَهُ فِي الْإِسْلَام المواقف الرفيعة مِنْهَا قصَّة يَوْم لَيْلَة الْإِسْرَاء وثباته وَجَوَابه للْكفَّار فِي ذَلِك وهجرته مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَترك عِيَاله وأطفاله وملازمته لَهُ فِي الْغَار وَسَائِر الطَّرِيق ثمَّ كَلَامه ببدر وَيَوْم الْحُدَيْبِيَة حِين اشْتبهَ على غَيره الْأَمر فِي تَأَخّر دُخُول مَكَّة ثمَّ بكاؤه حِين قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) ثمَّ ثباته فِي وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخطبة النَّاس وتسكينهم ثمَّ قِيَامه فِي قَضِيَّة الْبيعَة لمصْلحَة الْمُسلمين ثمَّ اهتمامه وثباته فِي بعث جَيش أُسَامَة بن زيد إِلَى الشَّام وتصميمه فِي ذَلِك ثمَّ قِيَامه فِي قتال أهل الرِّدَّة ومناظرته الصَّحَابَة حَتَّى حجهم بالدلائل وَشرح الله صُدُورهمْ لما شرح لَهُ صَدره من الْحق وَهُوَ قتال أهل الرِّدَّة ثمَّ تجهيز الجيوش إِلَى الشَّام ثمَّ ختم ذَلِك بمهم من أحسن مناقبه وَأجل فضائله وَهُوَ استخلافه عمر على الْمُسلمين وَكم للصديق من موقف وَأثر ومناقب وفضائل لَا تحصى انْتهى

وَفِي التَّهْذِيب أَنه أحد الَّذين حفظوا الْقُرْآن كُله

وَذكره جمَاعَة غَيره وَاعْتَمدهُ بعض محققي الْمُتَأَخِّرين المطلعين قَالَ وَأما حَدِيث أنس جمع الْقُرْآن فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة فمراده من الْأَنْصَار وَأما مَا أخرجه ابْن أبي دَاوُد عَن الشّعبِيّ قَالَ مَاتَ أَبُو بكر الصّديق وَلم يجمع الْقُرْآن كُله فَهُوَ مَدْفُوع أَو مؤول على أَن المُرَاد جمعه فِي الْمُصحف على التَّرْتِيب الْمَوْجُود الْيَوْم لِأَن عُثْمَان هُوَ الَّذِي فعل ذَلِك.

من فضائله:

وَمن فضائله الْعَظِيمَة جمعه لِلْقُرْآنِ فقد أخرج أَبُو يعلى عَن عَليّ قَالَ أعظم النَّاس أجرا فِي الْمَصَاحِف أَبُو بكر إِن أَبَا بكر كَانَ أول من جمع الْقُرْآن بَين اللَّوْحَيْنِ.

واخرج البُخَارِيّ عَن زيد بن ثَابت قَالَ أرسل إِلَيّ أَبُو بكر مقتل أهل الْيَمَامَة وَعِنْده عمر فَقَالَ أَبُو بكر إِن عمر أَتَانِي فَقَالَ إِن الْقَتْل قد استحر يَوْم الْيَمَامَة وَإِنِّي لأخشى أَن يستحر الْقَتْل بالقراء فِي المواطن فَيذْهب كثير من الْقُرْآن إِلَّا أَن تجمعوه وَإِنِّي لأرى أَن تجمع الْقُرْآن قَالَ أَبُو بكر فَقلت لعمر كَيفَ أفعل شَيْئا لم يَفْعَله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عمر هُوَ وَالله خير فَلم يزل عمر يراجعني فِيهِ حَتَّى شرح الله لذَلِك صَدْرِي فَرَأَيْت الَّذِي رأى عمر قَالَ زيد وَعمر عِنْده جَالس لَا يتَكَلَّم فَقَالَ أَبُو بكر إِنَّك شَاب عَاقل وَلَا نتهمك وَقد كنت تكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتتبع الْقُرْآن فاجمعه فوَاللَّه لَو كلفني نقل جبل من الْجبَال مَا كَانَ أثقل عَليّ مِمَّا أَمرنِي بِهِ من جمع الْقُرْآن فَقلت كَيفَ تفعلان شَيْئا لم يَفْعَله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَبُو بكر وَهُوَ وَالله خير فَلم أزل أراجعه حَتَّى شرح الله صَدْرِي للَّذي شرح الله لَهُ صدر أبي بكر وَعمر فتتبعت الْقُرْآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعسب أَي العصى من الجريد وصدور الرِّجَال حَتَّى وجدت من سُورَة التَّوْبَة آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَة بن ثَابت لم أجدهما مَعَ غَيره ﴿ لقد جَاءَكُم رَسُول إِلَى آخرهَا فَكَانَت الصُّحُف الَّتِي جمع فِيهَا الْقُرْآن عِنْد أبي بكر حَتَّى توفاه الله ثمَّ عِنْد عمر حَتَّى توفاه الله ثمَّ عِنْد حَفْصَة بنت عمر رَضِي الله عَنْهَا.

وَمن خواصه أَيْضا أَنه أول خَليفَة فرض لَهُ رَعيته الْعَطاء:

أخرج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة قَالَت لما اسْتخْلف أَبُو بكر قَالَ لقد علمْتُم قومِي أَن حرفتي لم تكن تعجز عَن مُؤنَة أَهلِي وشغلت بِأَمْر الْمُسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هَذَا المَال ويحترف للْمُسلمين فِيهِ.

وَأخرج ابْن سعد عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر أصبح وعَلى ساعده أبراد وَهُوَ ذَاهِب إِلَى السُّوق فَقَالَ عمر أَيْن تُرِيدُ قَالَ السُّوق قَالَ تصنع مَاذَا وَقد وليت أَمر الْمُسلمين قَالَ فَمن أَيْن أطْعم عيالي قَالَ انْطلق يفْرض لَك أَبُو عُبَيْدَة فَانْطَلق إِلَى أبي عُبَيْدَة فَقَالَ أفرض لَك قوت رجل من الْمُهَاجِرين لَيْسَ بأوكسهم وَلَا أكسبهم وَكِسْوَة الشتَاء والصيف إِذا أخلقت شَيْئا رَددته وَأخذت غَيره فَفرض لَهُ كل يَوْم نصف شَاة وَمَا كَسَاه فِي الْبَطن وَالرَّأْس.

وَأخرج ابْن سعد عَن مَيْمُون قَالَ لما اسْتخْلف أَبُو بكر جعلُوا لَهُ أَلفَيْنِ فَقَالَ زيدوني فَإِن لي عيالا وَقد شغلتموني عَن التِّجَارَة فزادوه خَمْسمِائَة.

وفاة أبو بكر رضي الله عنه:

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ لما احْتضرَ أَبُو بكر قَالَ يَا عَائِشَة انظري اللقحة الَّتِي كُنَّا نشرب من لَبنهَا والجفنة الَّتِي كُنَّا نصطبغ فِيهَا والقطيفة الَّتِي كُنَّا نلبسها فَإنَّا كُنَّا ننتفع بذلك حِين نلي أَمر الْمُسلمين فَإِذا مت فاردديه إِلَى عمر فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بكر أرْسلت بِهِ إِلَى عمر فَقَالَ عمر رَحِمك الله يَا أَبَا بكر لقد أَتعبت من جَاءَ بعْدك.

واخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن أبي بكر بن حَفْص قَالَ قَالَ أَبُو بكر لما احْتضرَ لعَائِشَة يَا بنية إِنَّا ولينا أَمر الْمُسلمين فَلم نَأْخُذ لنا دِينَارا وَلَا درهما وَلَكنَّا أكلنَا من جريش طعامهم فِي بطوننا ولبسنا من خشن ثِيَابهمْ على ظُهُورنَا وَإنَّهُ لم يبْق عندنَا من فَيْء الْمُسلمين لَا قَلِيل وَلَا كثير إِلَّا هَذَا العَبْد الحبشي وَهَذَا الْبَعِير الناضح وجرد هَذِه القطيفة فَإِذا مت فابعثي بِهن إِلَى عمر.

  المصدر: موقع السقيفة

https://alsaqifh.com